العنوان: عرش العظام
في بلدة صغيرة تُدعى "رافينهول"، كان الظلام يلفّ الشوارع كل ليلة، والضباب الكثيف يُخفي أسرارًا مروعة. بين تلك الظلال، عاش **"كايرون"**، شابٌ ذو عين حمراء كالجمر، محاطة بهالة سوداء قاتمة، كأنها بوابة إلى الجحيم نفسه. كان يحب الليل، حيث يصبح العالم مسرحًا لرغباته الدموية.
لم تكن المقابر بالنسبة له سوى مكان للراحة... بل كانت حديقته الخاصة. كان يتجوّل بين القبور، يهمس لأرواح الموتى، ويضحك عندما يرى الديدان تتلوى في الجثث المتعفنة. لكن ما كان يشعل جنونه حقًا هو **التلاعب بالناس**. كان يُحب أن يرى الرعب في عيون ضحاياه قبل أن يقتلهم، وكأنه يرشف خوفهم كأجمل نبيذ.
### **الرغبة التي أكلت عقله**
لكن كل شيء تغير عندما بدأ **كايرون** يحلم بقتل والده، **"داريوس"**، الرجل الذي كان يعذبه طفلاً تحت ستار التأديب. كل ليلة، كانت رغبته في الانتقام تزداد، حتى أصبحت هاجسًا يحرقه من الداخل. وفي إحدى الليالي، عندما اكتمل القمر بلون الدم، **فقد السيطرة على عقله تمامًا**.
اقتحم غرفة والده وهو نائم، وأمسك بسكينه المفضّل. لم يكتفِ بقتله... بل **اقتلعه عظمة من صدره** بينما كان القلب لا يزال ينبض! نظر إلى العظمة الملطخة بالدماء، ثم **صقلها وجعلها رأس رمحه**. ابتسم وهو يهمس:
*"الآن ستعيش للأبد، أبي... كجزء من فني."*
### **مذبحة رافينهول**
بعد ذلك، تحول كايرون إلى وحش لا يشبع. بدأ بمطاردة أهل البلدة واحدًا تلو الآخر، يذبحهم ويجمع عظامهم كالصياد الذي يتباهى بغنائمه. كانت جثثهم تُترك في الشوارع كتحذير، وأصوات صراخهم تملأ الرياح.
الأمر لم يكن مجرد قتل... لقد كان **يبني عرشًا**. عرشًا من الجماجم والعظام، يجلس عليه كل ليلة كـ **ملك الموتى**. كان يضحك وهو يحصي الضحايا، وعينه الحمراء تتوهج في الظلام كشيطانٍ حقًا.
### **النهاية... أو البداية؟**
عندما انتهى من الجميع، جلس على عرشه العظمي، محاطًا بالصمت والرائحة النتنة للجثث المتعفنة. لكن فجأة... سمع **ضحكةً خافتة**. التفت ليرى **ظلًا أسود** يقف خلفه، بعينين حمراوين مثله.